+++ظهورات العذراء حول العالم+++ لورد - فرنسا 1858++بونتمان - 1871

مشرفة البطاقة الشخصية لقبك:

لورد
-
فرنسا
1858

Lourds

1- الظهور الأول " ظهور
العذراء لبرناديت وأوصافها السمائية"

ظهرت السيدة
العذراء في مدينة لورد بفرنسا لفتاة في الرابعة عشر من عمرها تدعى برناديت
(Bernadette)، ثماني عشرة مرة، في الفترة من الخميس 11 فبراير إلى الجمعة 16
يوليو سنة 1858م. وقد احدث ظهورها في ذلك الوقت ضجة كبرى ليس في فرنسا فقط بل وفي
أوربا كلها، ولا يزال أثر هذا الظهور باقياً حتى الآن.

وفيما يلي
تفاصيل هذا الظهور وآثره:

في يوم
الخميس11 فبراير، وكان ذلك اليوم شديد البرودة ولم يكن هناك خشب للتدفئة في بيت
أسرة برناديت، ذهبت برناديت (14 سنة) وأختها مارى توانيت (Marie Toinette - 11 سنة) وجارتهما جين (Geanne
- 12سنة) ليلتقطن بعض أفرع الشجر من على شاطئ نهر جيف. وكان عليهن أن يعبرن قناة
المياه الخاصة بالطاحونة الباردة جداً، وتقول برناديت: " كانت المياه باردة وكنت
خائفة من النزول والمرور فيها، وكانت أختي وجين اقل جبناً منى فخلعتا حذاءيهما
الخشبيين (sabots)
وامسكاهما فأيديهما وعبرتا القناة. وعلى الجانب الآخر صاحتا وقالتا أن المياه باردة
جداً وانحنتا لتحكا قدميهما وتدفئانهما. وزاد ذلك من خوفي وتصورت أنى لو عبرت في
الماء لأصبت بنوبة ربو. فذهبت مارى وجين وتركتاني. فأردت أن اخلع حذائي الخشبي وأن
أعبر القناة كما عبرت أختي وجين. وحالما بدأت في خلع حذائي سمعت فجأة صوتاً عظيماً
مثل صوت العاصفة فنظرت يميناً ويساراً تحت أشجار النهر فلم أجد شيئاً يتحرك، فظننت
أنى مخطئة، فأخذت في خلع حذائي عندما سمعت ثانية صوتاً مثل الصوت الذي سمعته أولاً.
فتملكني الخوف وتسمرت في مكاني، ولما أدرت رأسي ناحية المغارة فقدت كل قوة على
الكلام والتفكير، فقد رأيت عند أحد مداخل الصخرة شجيرة واحدة فقط، تتحرك وكأن ريح
شديدة تهزها، وخرج من داخل المغارة في نفس الوقت سحابة ذهبية ملونة غمرت مدخل
المغارة بشعاع نوراني، وجاءت في أثرها سيدة شابة وجميلة، جميلة للغاية، جمال لم أر
مثله من قبل، ووقفت عند مدخل فتحة الصخرة فوق شجيرة الورد. وفي الحال نظرت إلىّ
وابتسمت وأشارت ليّ أن أتقدم، كما لو كانت أمي وتركني كل خوف ولكنى بدوت لا أعرف
أين أنا. ففركت عيناي وأغلقتهما وفتحتهما، ولكن السيدة كانت لا تزال في مكانها
تبتسم لي وتؤكد ليّ إني لم أكن مخطئة. وبدون تفكير أخذت مسبحتي في يدي وانحنيت على
ركبتي فأومأت إليّ برأسها علامة الموافقة وأمسكت بيدها سبحتها التي كانت معلقة على
ذراعها الأيمن. وعندما حاولت البدء في التسبيح وحاولت أن أرفع يدي إلى جبهتي بقى
ذراعي مشلولاً إلى أن أشارت إليّ السيدة بنفسها أن أفعل مثلها. وتركتني لأصلى وحدي
وأخذت تسبح بخرز سبحتها بين أصابعها ولكن دون أن تقول شيئاً، وكانت تقول التمجيد كل
عشرة أبيات فقط. وعندما انتهت من تلاوة التسبحة عادت السيدة إلى داخل الصخرة واختفت
السحابة الذهبية الملونة معها ".

وعندما
سُئلت برناديت وطُلب منها أن تصف السيدة التي رأتها في رؤيتها قالت بالحرف الواحد:
" كان منظرها مثل منظر الفتاة الصغيرة ذات ستة عشر أو سبعة عشر عاماً، وكانت
ترتدى رداءًَ أبيض وتحزم وسطها بوشاح ازرق , ينساب ألي أسفل بطول الرداء، وترتدى
على رأسها طرحة بيضاء تكشف قليلاً عن شعرها وتنزل على ظهرها حتى أسفل الوسط،
وقدماها عاريان ولكنهما مغطيان بأطراف ردائها فيما عدا عند نقطة حيث تسطع وردة
صفراء على كلا القدمين. وتمسك في يدها اليمنى سبحه من خرز أبيض بسلسلة من ذهب مثل
الوردتين اللتين على قدميها ".

وتقول
برناديت " وأخبرت أختي توانيت بما حدث، وفي صلاة المساء امتلأت عيناي بالدموع،
وسألتني أمي ؛ هل حدث شيء؟ ". وروت لها مارى كل شيء فلم تصدق الأم ولم تتصور أن
العذراء، ملكة السماء يمكن أن تظهر لأبنتها الصغيرة وتصورت أنها كانت تتوهم ذلك
ونصحتها أن لا تذهب إلى هناك ثانية، وحتى الراهبات حذرنها من أن يكون ذلك حيلة من
حيل الشرير!! ولكن برناديت لم تصدق أبداً أن الشرير يمكن أن يسبح الله ويمجده. ثم
تقول ؛ " وذهبنا إلى النوم ولكنى لم استطع النوم. فقد عاد وجه السيدة اللطيف الرءوف
يلح على ذاكرتي ولم يعد في الإمكان الاستماع لقول والدتي وأن اصدق أنى كنت واهمة
".

2- الظهور
الثاني " برناديت تصلى التسبحة مع العذراء "

حاولت
برناديت الذهاب إلي المغارة يومي الجمعة والسبت ولكن والدتها منعتها، وفي يوم الأحد
(14 فبراير 1858) جاءتها دعوة داخلية، داخل روحها تدعوها لمقابلة السيدة النورانية
ثانية ولكن أمها لم توافق إلا بعد إلحاح. وأخذت برناديت قارورة ماء مقدس وذهبت إلى
المغارة وذهب معها بعض الفتيات الصغيرات وحالما وصلن إلي هناك سجدت برناديت وهى
متجهة إلي مدخل المغارة وبدأت في الصلاة وفي الحال صاحت " ها هي! ها هي! "، وألقت
عليها بالماء المقدس وقالت " أنها ليست غاضبة "، " بل على العكس فهي تقدس الماء
برأسها وتبتسم لنا جميعاً ". فسجدت الفتيات حول برناديت وبدأن في الصلاة. وراحت
برناديت في غيبوبة روحية وتجلى وجهها وتحول تماماً وكان يشع بسعادة سمائيه وكانت
تعبيرات وجهها لا توصف.

3 - الظهور
الثالث: العذراء تطلب من برناديت الحضور إلى المغارة لمدة 15يوم

انتشر خبر
الظهور في لورد بعد عودة الفتيات اللواتي كن مع برناديت عند المغارة ووصفهن للمشهد
الذي شاهدن برناديت عليه، وعلى أثر ذلك ذهبت انطوانيت بيريت (Antoinette Peyret) من قادة أطفال مريم في لورد إلى برناديت لتعرف صحة ما حدث وسألتها
أسئلة كثيرة وكررت أسئلتها مرات كثيرة لتتأكد من صحة ما حدث ومن صدق أجابتها وكانت
أجابه برناديت في كل المرات واحدة ولم تتغير أبداً لأنها كانت تصف ما رأته حقاً.
وفي اليوم التالي (الخميس 18 فبراير) ذهبت انطوايت وصديقتها مدام ميليت
(Millet)
مع برناديت بعد حضور القداس إلى المغارة. وعندما وصلن سجدت برناديت وسبحتها في يدها
وأشعلت شمعتها وبدأت على الفور في الصلاة والمرأتان خلفها. وبعد لحظات قليلة صاحت
برناديت " لقد أتت!! ها هي! ". وبدأ الثلاث في الصلاة وكانت برناديت تتوقف عن
الصلاة مرات متكررة وتتحدث مع السيدة وفي نهاية الرؤيا قالت لهما إن السيدة قالت
لها " أنا لا أعدك بالسعادة في هذا العالم إنما أعدك بها في العالم الآتي ".
ولما سألتها انطوانيت أن كانت قد سألت السيدة عن اسمها قالت " أنها خفضت رأسها
بابتسامة ولكنها لم تجب ".

4- الظهور
الرابع: أصوات شيطانية مرعبة تحاول إخافة برناديت

وفي اليوم التالي (الجمعة 19فبراير1858م) ذهبت
العمة برنارد ووالد برناديت ووالدتها معها إلي المغارة قبل شروق الشمس ومعهم ثمانية
من الجيران. وسجدت برناديت أمام المغارة، كعادتها، وعندما بدأت التسبحة لاحظ كل
الموجودين حالة الخشوع العميق التي كانت عليها. وبعد لحظات بدا وجهها يتحول متجلياً
وتغيرت هيئته وأٌحيط بهالة من الجلال وأضئ بنور سماوي ولم يعد لها صلة بهذا العالم.
واستمرت في هذه الغيبوبة الروحية لمدة 30 دقيقة. وقالت وهى في الطريق إلي البيت أن
السيدة راضية عن إخلاصها ووفائها بوعدها وعودتها إلى المغارة وقد وعدتها بأنها
ستكشف لها عن بعض الأسرار فيما بعد، ثم كشفت برناديت عن أصوات عراك شيطانية مرعبة
سمعتها في الرؤيا تحثها على الهرب ولكن السيدة رفعت عينيها ببساطة تجاه الأصوات
التي ملأها الرعب وبدأت تتشتت إلى أن اختفت تماماً.

5 - الظهور
الخامس: العذراء تعلم برناديت صلاة شخصية

وفي صباح يوم السبت20 فبراير 1858م ذهب مئات
الناس إلى المغارة ليروا ما كان يحدث، وسجدت برناديت وسبحت كالمعتاد وبعد ثوان صارت
في غيبوبتها الروحية. وبعد انتهاء الغيبوبة قالت لأمها أن السيدة الحنون علمتها
صلاة خاصة لاستخدامها الشخصي، وحفظتها لها جيداً كلمة كلمة، ولم تكشف برناديت عن
هذه الصلاة لأحد كل أيام حياتها لأن العذراء لم تطلب منها ذلك.

6 - الظهور
السادس: برناديت تخضع للبحث العلمي

أراد د.
دوزوس Dozous
أحد علماء مؤسسة سان جورج الدينية أن يذهب إلى المغارة ويشاهد ما يحدث لبرناديت
بنفسه، على الطبيعة، وكان هذا الرجل رجل علم وأبعد ما يكون عن الدين ولكن موقفه
تغير تماماً إلى النقيض بعدما شاهد بنفسه ما حدث يوم الأحد 21 فبراير، ودون ما
شاهده كالآتي:

" بمجرد
أن وصلت برناديت إلى المغارة سجدت وأخرجت سبحتها من جيبها وبدأت في الصلاة. وتجلى
وجهها متحولاً وتغير تماماً، هذا التحول لاحظه كل الذين كانوا قريبين منها 000 وكنت
أتابع حركات برناديت بانتباه شديد، وأردت أن أعرف حالة الدورة الدموية والتنفس في
تلك اللحظة. وأمسكت بأحد ذراعيها ووضعت أصابعي على الشريان 000 وكان النبض عادى
وهادئ والتنفس طبيعي، ولا يوجد شئ يدل على إثارة عصبية على الفتاة الصغيرة 00 وبعد
أن تركت ذراعها حراً، قمت وتقدمت قليلاً ناحية المغارة، فرأيت في لحظتها، الوجه
الذي كان في حالة سعادة تامة، وقد بدا حزيناً ونزلت دمعتان من عينيها على خديها،
هذا التغير الذي حدث على وجهها أدهشني، وبعد انتهائها من صلاتها واختفاء الكائن
الذي كان يظهر لها سألتها ؛ ما الذي مر بداخلها أثناء هذا الموقف الطويل؟ فقالت:
نظرت السيدة بعيداً عنى للحظة، واتجهت بنظرها بعيداً، فوق رأسي ثم نظرت إلى أسفل،
إلىّ، ثانية ولم سألتها ما الذي أحزنها، أجابت ؛ صلى من أجل الخطاة 000 ثم اختفت في
الحال ". ثم يقول " وكان إحساسها عظيماً جداً ".

بعد هذا
الظهور أستجوبها ضابط البوليس وحاول أن يجعلها تتناقض في أجابتها فلم يفلح، فخلط
التفاصيل ومزجها ببعض لكي يوقعها في غلطة ولم ينجح أيضاً، وكانت برناديت دائماً
بسيطة ووديعة وهادئة وصادقة ومحتفظة بطبيعتها الحلوة طوال وقت الاستجواب. ولما فشل
معها تماماً حاول أن يأخذ منها ومن والدها، الذي حضر فيؤخر الاستجواب، وعداً بأن لا
تذهب إلى المغارة ثانية.

7 - الظهور
السابع: أحد الكتاب يسجل ما حدث على الطبيعة

وفي صباح
اليوم التالي (الثلاثاء 23 فبراير) ذهب أحد الكتاب ويدعى جان بابتست مع أخته إستريد
إلى المغارة وأخذا معهما نظارة الأوبرا، وكان هناك عند المغارة حوالي 200 شخص، وبعد
دقائق وصلت برناديت وسجدت لتصلى، ووقف جان إلى أقرب مسافة منها وأخذ يراقبها بتركيز
شديد. وفي حالة من اللاوعي أخرجت سبحتها من جيبها ورسمت نفسها بعلامة الصليب
كالمعتاد وهى في حالة من النشوة الروحية لدرجة أن جان اخٌذ بهذا المشهد السماوي
وقال " إذا كانت علامة الصليب ترسم في السماء فلن تكون سوى ما فعلته برناديت
"!! ويضيف " كان وجهها ممجد بمجد سماوي، ولم تعد برناديت إنما صارت واحدة من تلك
الكائنات غير الأرضية التي وصفها الرسول في رؤياه العظيمة وغيبته الروحية أمام عرش
الحمل ". وفي نهاية الرؤيا التي استمرت حوالي ساعة قالت أن السيدة أسرت لها
بثلاثة أسرار ولكنها لا تخص أحد سواها وغير مسموح لها أن تبوح بها لأحد حتى لآب
اعترافها.

8 - الظهور
الثامن: انتشار أخبار الظهور واهتمام الصحافة به

بلغ عدد الحاضرين في
ذلك اليوم (الأربعاء 24فبراير1858م) 400 شخص، ولما وصلت برناديت بدأت في صلاة
التسبحة كعادتها ودخلت في غيبوبتها الروحية ومالت للأمام وأضئ وجهها بابتسامة
سمائية وانعكست عليه نعمة العذراء وانحنت عدة مرات مبتسمة دون أن ترفع عينيها عمن
كانت تشاهدها، وبدت تستمع إلى حديثها ثم امتلأ وجهها بالحزن وضمت ذراعيها إلى
جانبيها ونزلت الدموع على خديها واتجهت بنظرها ناحية الجموع وكررت ثلاث مرات
كلمة

" التوبة 00 التوبة 00
التوبة

9- الظهور
التاسع: العذراء تفجر نبعاً إعجازياً في صخور المغارة

سجل أحداث
يوم الخميس 25 فبراير 1858م إحدى شهود العيان لها وتدعى مدموزيل الفريدا لاكرمب
(Elfrida Lacrampe)، والتي تقول في مذكراتها " كان هناك أمام المغارة حوالي 400 شخص
000 وشاهدت هناك عمل يدل على القوة وكنت في ذهول شديد 000 فقد بدأت تحفر الأرض
بيديها إلى أن ظهر على السطح مياه طينية فجرفتها بيديها وألقتها بعيداً ثلاث مرات
ثم شربت في المرة الرابعة، وهنا تغطى وجهها بالطين 000 واستمرت برناديت في غيبوبتها
حتى الساعة السابعة صباحاً، حيث رسمت نفسها بعلامة الصليب بأسلوب سمائي ملائكي
000 ولما سألتها إحدى جاراتها عن تفسير ما حدث قالت " بينما كنت في الصلاة قالت
لي السيدة بصوت جاد ولكن بحنان: أذهبي واغتسلي وأشربي من النبع. ولأني لم أكن أعرف
أين كان هذا النبع 000 لذا حفرت الأرض بيدي فجاءت المياه وعندما قل الطين
منه شربت واغتسلت ". وبعد ظهر ذلك اليوم تحول المكان بمياه النبع الإعجازي،
الذي فجرته السيدة العذراء على يد برناديت إلى بركة من المياه وحفرت قناة في سطح
التربة. وبعد عشرين سنة من الجدال وبعد دراسة طويلة ودقيقة أعلن العالم
الهيدروجيولوجى (العالم المائي - hydro-geologist) الشهير في ذلك الوقت، الأب ريتشارد Richard
؛ أن النبع كان إعجازياً في اكتشافه وفي جوهرة. وأثبتت الدراسات الأخيرة أن الصخرة
نفسها هي مصدر مياه النبع ؛ النقية تماماً من الحد الأدنى لترسبات الأملاح، وأنها
لا تحتوى على مقومات علاجية طبيعية. وفي 6 مايو 1858 م أعلن أحد الكيميائيين، ويدعى
لاتور Latour،
أن ماء النبع عذب " صافي (شفاف) جداً 000 ويحتوى على المقومات التالية - كلوريد
الصوديوم والكالسيوم والماغنسيوم وسلكات الكالسيوم والألومنيوم وبيكربونات
الكالسيوم وأكسيد الحديد وسلفات الصوديوم وفوسفات ومواد عضوية 000 ولا يوجد به أية
عناصر علاجية ". وما زالت التحاليل تجٌرى على مياه النبع منذ ذلك الوقت وحتى الآن،
ولا تزال المياه تنساب منه. وبالرغم من أنها، في ذاتها، ليس بها أية مقومات علاجية
طبيعية، ومع ذلك فقد حدثت معجزات لا حصر لها بواسطة الشرب منها أو الاغتسال
بها.

10 - الظهور
العاشر: العذراء تطلب بناء كنيسة في مكان الظهور

<table class="MsoTableGrid" dir="rtl" style="BORDER-COLLAPSE: collapse" border="0" cellpadding="0" cellspacing="0">

<tr>
<td style="PADDING-RIGHT: 5.4pt; PADDING-LEFT: 5.4pt; PADDING-BOTTOM: 0cm; WIDTH: 280.65pt; PADDING-TOP: 0cm" valign="top" width="374"> وفي صباح
السبت (27 فبراير) ذهبت برناديت إلى المغارة وسجدت وصلت واندمجت في رؤيتها للعذراء
كالمعتاد وأعطتها في هذه الغيبوبة رسالة خاصة لكهنة الأبرشية تقول " أذهبي وأبلغي
الكهنة أن يبنوا لي كنيسة صغيرة (chapel)
هنا ".

فذهبت مع
عمتها برنارد إلى خوري الأبرشية الأب بيراميل
</td></tr></table>
وكانت
الكنيسة الصغيرة التي بنيت في لورد بناء على طلب العذراء برناديت خائفة جداً من
مقابلته، ولما رآها الخورى وعرف أسمها قال لها "
أنت إذا هي، أليس كذلك؟ " وكان استقباله لها بارداً وصارماً ونظراته لها حادة
وصارمة وكانت هي خائفة منه جداً، ومع ذلك قالت له ببساطة ووداعة وتلقائية " سيدة
المغارة أمرتني أن أبلغ الكهنة بأنها تريد أن يبنى لها كنيسة صغيرة في ماسابييل،
ولهذا السبب أنا أتيت ". فقال الخورى وهو في مكانه بلا حراك " ومن هي هذه السيدة
التي تتحدثين عنها؟ " فأجابت برناديت " أنها سيدة فائقة الجمال التي ظهرت لي على
صخرة ماسابييل ". فقال الأب بيراميل، بدون أن يظهر مشاعره " ولكن من هي؟ هل هي من
لورد؟ هل تعرفينها؟ ". فأجابت برناديت بأنها لا تعرف، فقال الخورى ببرود " ومع ذلك
تحملين رسائل مثل التي أبلغتني تواً من شخص لا تعرفينه؟ " فقالت " ولكن يا سيدي،
السيدة التي أرسلتني ليست مثل السيدات الأخريات ". ولما سألها عن تفسير ذلك قالت "
أقصد أنها جميلة كما هم في السماء على ما أعتقد ". وهنا أصبح من الصعب على الخورى
أن يسيطر على عواطفه أمام صدق وبساطة وإخلاص الفتاة الصغيرة تلك التي كانت واضحة
على ملامحها، وسألها أن كانت قد سألتها عن اسمها فقالت " نعم، ولكن عندما أسألها
تحنى رأسها قليلاً وتبتسم ولا تعطى أجابه ". فطلب منها أن تصف له كيف تمت الظهورات
والرؤى، ثم وضع لها كرسياً لتجلس وجلس في مواجهتها يستمع، وفي دقائق قليلة زال كل
شك من داخله عن حقيقة الظهورات، ولزيادة التأكيد طلب أن تعلن السيدة السمائية عن
اسمها. فنهضت برناديت وانحنت باحترام وغادرت المكان.

11 - الظهور
الحادي عشر:
تجميع مياه النبع في حوض

حضر يوم
الأحد 28 فبراير حوالي2000 شخص، وذلك غير رجال البوليس الذين كانوا موجودين لحفظ
النظام، وكان الزحام عند المغارة شديداً. ولم يكن هناك شيء جديد سوى أن مياه النبع
قد حفرت لها عدة قنوات صغيرة في طريقها إلى النهر فقام العمال بحفر حوض ليجمعوها
فيه.

12 - الظهور
الثاني عشر: مهاجمة الصحافة لبرناديت وحضور أحد رجال الدين للظهورات

بذل كل
المعارضين لحقيقة هذه الظهورات، خاصة أصحاب المكانة والنفوذ منهم، كل جهد وحاولوا
بكل الطرق الممكنة أن يضعوا نهاية لهذه الأحداث ولكنهم فشلوا في ذلك وتحولوا للهجوم
عليها في الصحف وتشويه الحقائق وتحريفها فرووا عنها الأكاذيب ووصفوها بأوصاف كثيرة،
وذلك دون أن يفكر أحد منهم في مشاهدة الحدث على الطبيعة ويقرر الحقيقة على أرض
الواقع، لا لشيء إلا لمجرد مخالفة ما يحدث لفكرهم ونظرياتهم الإلحادية وعقائدهم
وعدم إيمانهم!!

وفي يوم
الاثنين 1 مارس حضر أول رجل دين ليشاهد الحدث بنفسه وهو الأب ديزيرات (Dezirat) وكان قساً من اومكس (Omex)
القريبة من لورد. والذي يصف ما شاهدة كالآتي ؛ " بعد أن صلت برناديت جزأً من
التسبحة دخلت في غيبوبتها الروحية.. وكان الواضح من تعبيرات وجهها أن روحها قد وصلت
إلى أقصى درجة من البهجة. يا له من سلام عميق! يا له من إخلاص! ويا لها من تأملات
عميقة! وكانت ابتسامتها فوق كل وصف وكان نظرها مثبتاً على مكان الظهور الذي كانت
مأخوذة به تماماً، وكان من المستحيل تخيل شئ طاهر هكذا، حلوا هكذا، جميل هكذا 000
وكان هناك اختلاف لا يقارن بين ما رأيتها عليه قبل الظهور وما كانت عليه لحظة
الظهور، كان كالفرق بين المادة والروح 000 وشعرت أنى كنت على عتبة الفردوس
".

13 - الظهور
الثالث عشر: الإلحاح في طلب بناء كنيسة

وفي الظهور
الثالث عشر (الثلاثاء 2 مارس) كررت العذراء طلب بناء كنيسة، فذهبت برناديت مع
عمتيها لوسيل وباسيل إلى الأب بيراميل الذي ما أن رآها حتى قال لها " ما الذي جئت
لتخبريني به؟ هل تكلمت السيدة معك ثانية؟ "، فأجابت بقلق متزايد " نعم يا سيدي
الراعي، فقد أمرتني أن أبلغك ثانية أنها تريد أن يكون لها كنيسة في ماسابييل "، "
السيدة أمرتني أن أبلغك أنها تريد كنيسة في ماسابييل، والآن تضيف ؛ أريد أن يأتي
الناس إلى هنا في موكب ". وبعد حوار طويل قال الأب بيراميل بعد لحظة من التفكير "
اسألي السيدة عن أسمها مرة ثانية، وعندما نعرف أسمها سيكون لها كنيسة - وأعدك أنها
لن تكون صغيرة ". وكانت برناديت سعيدة جداً لأنها أبلغت الرسالة.

14 - الظهور
الرابع عشر تكرار طلب بناء كنيسة

ولم يأت
الظهور الرابع عشر (الأربعاء 3 مارس) بجديد سوى تكرار العذراء لطلب بناء
كنيسة.

15 - الظهور
الخامس عشر: تساؤل الشعب عما سيحدث في ذلك اليوم

حضر في ذلك اليوم (الخميس 4مارس) إلى المغارة
‌20,000 (عشرين ألف) زائر من كل أنحاء فرنسا، وقد قضوا الليل كله في الصلاة وتمجيد
العذراء والتسبيح والترنيم، وكان هناك عدد كبير من الجنود متواجدين لحفظ النظام.
وفي السادسة صباحاً حضرت برناديت القداس وبعد التناول ذهبت إلى المغارة وهى مدفوعة
بقوة داخلية لا تقاوم وراحت في غيبوبتها وتغيرت هيئتها بصورة إعجازية لا تصدق مما
اذهل الجموع التي كانت حاضرة وجعلها تصيح " الآن هي تراها "، ويقول ابن عمها جان
فيدير الذي كان معها عند المغارة " أحسست في تلك اللحظة بشعور غامر من الفرح
والسعادة لم اشعر به أبداً ؛ وشعرت بحضور كائن سمائي غير مرئي ". وعد جان 18
ابتسامة تكررت على وجه برناديت أثناء الرؤيا. ولما سألها الجموع بعد انتهاء الرؤيا
عن نتيجتها قالت " كالمعتاد، أنها (العذراء) ابتسمت عند رحيلها ولكن لم تقل لي
وداعاً ". وقالت، برناديت، أنها ستحضر إلى المغارة كالمعتاد.

16 - الظهور
السادس عشر: العذراء تكشف عن شخصيتها

لم تذهب برناديت إلى المغارة لمدة عشرين يوماً
صباحاً، كما كانت معتادة، ولم تشعر في داخلها بدعوة السيدة السمائية لها. وفي مساء
الخميس 24 مارس شعرت بشعور قوى في داخلها يدعوها للذهاب إلى المغارة. وفي الصباح
ذهبت إلى المغارة في الخامسة صباحاً مع والديها، وقبل أن تصل إلى الصخرة، التي كانت
معتادة أن تسجد وتصلى عليها، رأت النور الإعجازي العجيب يملأ مدخل المغارة حيث تقف
العذراء على شجيرة الورد البرى، كما اعتادت، فصاحت قائلة " أنها هنا "، " فهي
هادئة ومبتسمة وتنظر إلى الجموع كالأم الحنون التي تراقب أطفالها " وتسجل
برناديت ؛ " وأثناء صلاتي جاءني فكر داخلي لا يقاوم لسؤالها عن أسمها، ولم أعد
أفكر في شئ أخر سوى ذلك "، وسألتها عن أسمها وكررت الطلب بإلحاح، وأخيراً
استجابت السيدة النورانية وأعلنت لها أنها " العذراء القديسة مريم التي حبلت
وولدت بدون زرع بشر " ثم ابتسمت لها واختفت وهى تبتسم. فذهبت برناديت مسرعة إلى
الأب بيراميل لتبلغه بما كشفتهُ لها العذراء، ولما سمع الكاهن ما قالته له انتابته
حالة من الذهول وترنح وكاد أن يسقط على الأرض.

17- الظهور السابع عشر: معجزة الشمعة

وفي السادسة من صباح الأربعاء 7 إبريل ذهبت
برناديت إلى المغارة " وكانت السيدة العذراء واقفة في مكان ظهورها المعتاد في مدخل
المغارة يغمرها نور السماء. وقد دامت هذه الرؤيا مدة 45 دقيقة. ويصف د. دوزوس ما
حدث في ذلك اليوم فيقول: " كانت الفتاة ساجدة تصلى التسبحة، بسبحتها التي كانت
في يدها اليسرى، في ورع متوهج، وكانت تحمل في يدها اليمنى شمعة كبيرة مباركة،
مشتعلة، وعندما كانت على وشك أن تبدأ في سجودها على ركبتيها كالمعتاد توقفت فجأة ً
والتصقت يدها اليمنى باليسرى ومر لهب الشمعة بين أصابع اليد اليسرى وهبت نسمة هواء
قوية ومع ذلك لم يمس اللهب جلدها بأي ضرر!!
هذه الحقيقة الغريبة أذهلتني، ومنعت الذين حاولوا التدخل (لأبعاد اللهب عن يد
برناديت) وأمسكت بساعتي في يدي ودرست الظاهرة بتركيز لمدة ربع ساعة وبرناديت
مستغرقة في غيبوبتها، ثم تقدمت هي إلى الجزء الأعلى من المغارة وفصلت يديها عن بعض
ومن ثم توقف اللهب عن مس يدها اليسرى ". وبعد انتهاء ذلك،
يقول سألتها أن " تريني يدها اليسرى والتي فحصتها بدقة شديدة ولم أجد فيها أي أثر
لحروق في أي جزء منها. فأخذت الشمعة من شخص كان يمسكها ويعيد إشعالها ثانية ووضعتها
عدة مرات بالتتابع أسفل يدها اليسرى، فكانت تسحبها بسرعة وتصيح " أنت تحرقني ".
وتقول جولي جاروس التي كانت حاضرة وشاهدة عيان لهذه المعجزة، والتي دخلت الدير بعد
ذلك ولحقت ببرناديت ودُعيت بالأخت فنسنت " أثناء الظهور انزلقت الشمعة بالتدريج
وكان اللهب يتلاعب داخل يديها ". وتقول أخت برناديت الصغرى مارى أن ذلك اللهب
كان " يمر بين أصابعها ".

18 - الظهور
الثامن عشر والأخير: الجمعة 16 يوليو 1858م

أغلقت السلطات المدنية منطقة المغارة ووضعتها تحت
الحراسة والبحث والدراسة العلمية للتأكد من حقيقة هذه الظهورات، خاصة بعد انتشار
أخبار معجزة الشمعة. ونظر العلماء والأطباء والكيمائيون للحدث بنظرة علمية ولكنهم
لم يستطيعوا تعليل معجزة الشمعة أو تفجر مياه النبع. وفي الوقت نفسه بدأت الكنيسة
في لورد وعلى رأسها الأسقف لورنس (Lawrence)
أسقف تربيز، والتي كانت لورد جزء منها، في متابعة الحدث ودراسته بجديه، فشكل لجنة
لفحص ودراسة هذه الظهورات. وجمع العمال مياه النبع الإعجازي في حوض ليغتسل ويتبارك
الزوار من مياهه ويأخذوا منه معهم في زجاجات للبركة. وفي يوم الجمعة السادس عشر من
يوليو وبعد التناول غادرت برناديت الكنيسة وذهبت إلى المغارة ولكن من اتجاه أخر عبر
الضفة اليمنى للنهر ووقفت في اتجاه مدخل المغارة، وكانت بعض النسوة قد شاهدنها في
الطريق فذهبن معها، وبدأت تصلى وفي الحال تغير وجهها وتحول تحولاً كاملاً وتجلى
بنور سماوى انعكاساً لنور العذراء عليه، فقد ظهرت لها العذراء في مكانها المعتاد،
في مدخل المغارة، وشاهدتها برناديت من عبر النهر والماء وأخذت تصيح " نعم نعم هي
هناك، وهى ترحب بنا وتبتسم لنا عبر الموانع ". وراحت برناديت في غيبوبتها
الروحية وكان يبدو عليها أنها تحاول الطيران عبر الماء، واستمرت هكذا حتى غابت عنها
العذراء إلى السماء ولن تراها ثانية في هذا العالم. وأخيراً قالت برناديت "
العذراء القديسة فائقة الجمال لدرجة أن من يراها مرة يتمنى أم يموت بكل سرور
ليراها ثانية ". وبعد ذلك دخلت برناديت الدير وانتقلت من هذا العالم في 16
أبريل. 1879م، أي بعد انتهاء الظهورات بحوالي عشرين عاماً.

الكنيسة
تعلن نتيجة البحث والدراسة حول حقيقة الظهورات

في 18 يناير 1862م، وبعد حوالي أربع سنوات من
البحث والدراسة حول حقيقة ظهور العذراء لبرناديت والظواهر الناتجة عنها أعلن أسقف
تربيز تقرير اللجنة التي شكلتها الكنيسة في لورد مؤكداً صحة الظهورات وحقيقتها
والذي جاء فيه " لقد تتبعنا الأحداث التي نتحدث إليكم عنها وكانت موضوع دراسة دقيقة
لمدة أربع سنوات، واتبعناها في أطوارها المختلفة وأخذنا بنصيحة لجنة مكونة من كهنة
قديسين ومتعلمين وذوى خبرة وقد سألوا الفتاة الصغيرة ودرسوا الحقائق، فحصوا ووزنوا
كل شيء. وأخذنا أيضاً رأى العلماء، وتحققنا أخيراً أن الظهور إلهي وفائق للطبيعة
ومن ثم تكون التي رأتها برناديت هي العذراء القديسة ذاتها. وقد بنى اقتناعنا على
أساس الأحداث التي حدثت، بصفة خاصة، والتي لا يمكن أن تحدث إلا بالتدخل الإلهي،
وليس على شهادة برناديت نفسها فقط "، " فشهادة الفتاة الصغيرة بكل السبل مقنعة
بقدر الإمكان، ولنبدأ بإخلاصها الذي لاشك فيه ؛ فمن ذا الذي فحصها ولم يعجب
ببساطتها وصدقها وتواضعها؟ ففي الوقت الذي يتحدث فيه الكل عن العجائب التي أعلنت
لها تقف هي صامته. فهي تتكلم فقط عندما تُسأل وتروى كل شيء بلا مبالغة وبمنتهى
البساطة، وتجيب على الأسئلة الكثيرة الموجهة إليها بدون أي تردد، وتعطى أجابه واضحة
ومحددة عن كل استفسار وتحمل أدلة الاقتناع التام. وقد اختبرت بمنتهى القسوة ولم
تهزها آية تهديدات، واستجابت لأكرم العروض بنزاهة، ولم تناقض نفسها أبداً ؛ ولم
تتغير روايتها أبدا في كل الاختبارات المختلفة التي اختبرت فيها، فلم تحذف منها ولم
تضف إليها شيئاً ". " إخلاص برناديت لا يمكن أن يشك فيه أبداً، ونؤكد انه لم
يشك فيها قطً، حتى خصومها، عندما كان لها خصوم، أعطوها هذا التقدير
".

وبعد أن
أثارت اللجنة التساؤلات التالية ؛ هل كانت برناديت مخدوعة، أو أنها ظنت أنها رأت
وسمعت شيئاً لم تره ولم تسمعه بالفعل، أو أنها كانت ضحية لهلاوس، وكيف صدقت هذا
الأمر؟ قالت " تبين إجابتها الحكيمة أن الفتاة الصغيرة ذات عقل راجح، وخيال
هادئ، وفطرة سليمة تحكم على الأشياء بصورة
صائبة، فوق سنها. ولم تظُهر العاطفة الدينية نفسها فيها في شكل إثارة، ولم يكتشف
أحد قط في هذه الفتاة الصغيرة اضطراب عقلي، أو تقلبات ذهنية، أو اختلال في الشخصية،
أو تأثير هستيري يجعلها عرضة لإبداعات الخيال، فقد رأت الظهور ليس مرة واحدة فقط
ولكن ثماني عشرة مرة، ورأته في المرة الأولى فجأةً ولم يكن هناك شيء يجعلها تتوقع
الظهور، وعندما توقعت أن تراها كل يوم ولمدة أسبوعين لم ترها يومين، على الرغم من
أنها كانت في نفس المكان وفي نفس الظروف تماماً. ولاحظنا أيضاً ما حدث أثناء
الظهورات، فقد حدث تحول كامل لبرناديت ؛ أرتدي وجهها تعبيراً جديداً واضيئت عيناها
ورأت أشياء لم ترها قط، وسمعت لغة لم تسمعها من قبل، لغة لم تفهم معناها دائماً
ولكن لم تترك ذاكرتها أبداً. كل هذه الظروف معاً تجعل من المستحيل أن نصدق نظرية
الهلوسة، فالفتاة الصغيرة رأت العذراء وسمعتها حقاً، وهذه الظاهرة لا يمكن أن تفسر
بالقوانين الطبيعية، ولذا فمن المحتم علينا أن نصدق أن الظهورات كانت فائقة
للطبيعة ".

ثانياً ؛ "
ونضع في الاعتبار، التأثيرات الناتجة لعلامات النعمة الظاهرة من جهة مثل تحول
الخطاة وتوبتهم، والنتائج الخارجة عن النواميس العادية للطبيعة، من جهة أخرى، مثل
معجزات الشفاء التي لا يمكن أن تحدث إلا من مصدر النعمة ورب الطبيعة " ؛ " ونضع في
الاعتبار، أخيرا، أن اقتناعنا تقوى بالجموع الغفيرة من المؤمنين الذين أتوا
تلقائياً إلى المغارة والذين لم يتوقفوا عن الحضور منذ الظهور الأول وغرضهم نوال
البركات أو لتقديم الشكر على ما حصلوا عليه من بركات تواً ". وفي الختام يؤكد
التقرير أن التي ظهرت لبرناديت ثماني عشرة مرة هي العذراء القديسة مريم وأن الظهور
يحمل كل علامات الحق. ثم قرار تحويل مكان الظهور إلى مقدس.

بونتمان -
1871

أمّ
الأمل

+++ظهورات العذراء حول العالم+++ لورد - فرنسا 1858++بونتمان - 1871 Image002

كان في قرية
بونتمان، التي تقع على بعد 30 كيلومتراً من شمال لافال، مزارعٌ يعمل في حظيرته مع
ابنيه الصغيرين، أوجين بارباديت البالغ من العمر 12 سنة وجوزيف بارباديت البالغ من
العمر 10 سنوات. وفي مساء السابع عشر من يناير عام 1871، وبينما كان الولدان
يساعدان أباهما في الحظيرة توجّه الابن الأكبر أوجين نحو الباب ليطلّ خارجه. وحينما
كان يحدّق في النجوم التي ترصع السماء لاحظ مساحةً خالية من النجوم فوق البيت
المجاور. وفجأة ظهرت سيّدة جميلة تبتسم له إلا أنّ والده لم يرَ سوى ثلاثة نجوم
لامعة كبيرة تشكّل مثلّثاً في السماء بينما استطاع أخوه جوزيف رؤية تلك السيّدة.
كانت تلبس ثوباً طويلاً منثور عليه نجوم ذهبيّة وحجاباً أسود يعلوه تاجٌ ذهبيّ بعرض
20 سم مزدان بشريط أحمر في منتصفه وتنتعل حذاءً أزرق. وقد فتحت يداها بالشكل الذي
بانت عليه في الصورة على ميداليّة المعجزة. وبشجاعة تامّة قاما بمناداة والدتهما،
لكنّها لم تستطع مشاهدة ما شاهدوه حتى عندما رجعت للمنزل لجلب
نظّارتها.

بعد ذلك،
قال الأهل أنه لم يكن هناك شيء، ويجب على الأبناء متابعة عملهم ثم العودة الى
المنزل لتناول طعام العشاء. وحتى بعد أن تناولا وجبة سريعة، ما زالا قادران على
رؤية تلك السيّدة الجميلة، فقاما باستدعاء الأخوات في المدرسة لكنهنّ لم يرَوا
شيئاً وبقيت العذراء في مكانها دون حراك وهي تبتسم للولدان حتى التاسعة مساءً.
اجتمع الأطفال مع كاهن الأبرشيّة والرعيّة واستهلّ الأب غيرين بصلاةٍ للورديّة. وفي
هذه اللحظة كبر حجم السيّدة وازداد عدد النجوم التي تزيّن ثوبها وتجلّت رايةٌ
مضيئةٌ تحت قدميها. بعد ذلك أتت فتاتان من المدرسة الداخليّة وهما فرانسواز ريتشير
البالغة من العمر 11 سنة وجانّي ماري لوبوس البالغة

+++ظهورات العذراء حول العالم+++ لورد - فرنسا 1858++بونتمان - 1871 Image003

9 سنوات
وشاهدتا السيدة، وعندها ازداد عدد الجمع ووصل الى 60 بالغاً بدؤوا جميعهم بصلاة
الورديّة بطلبٍ من الكاهن.

حينما بدأ
كاهن أبرشيّة بونتمان بالصلاة ظهرت حروف ذهبيّة رائعة على الراية بصورة متعاقبة
وكأن يداً خفيّة تقوم بكتابتها. ثم قام أطفال القرية بقول الأحرف التي تظهر واحدةً
تلو الأخرى وحينما اكتملت جميعها قرءوا الجملة التالية:

لكن يا
أطفالي صلّوا أرجوكم

قال
كاهن الأبرشيّة : "يجب علينا الصلاة للسيدة، لتتحقّق رغبتها". فقام الناس بتلاوة
صلاة للأم العذراء المقدّسة. وما أن باشروا بذلك حتى بدأت تظهر كلمات
أكثر:

سيسمع الرب
قريباً صلواتكم

أما
الصلاة الرابعة فكانت "إنفوالوتا" وما أن وصلوا الى تلاوة جزء محدّد من هذه الصلاة
حتى ظهرت الكلمة التالية:

ابني

وتأكّد
الحضور
تماماً بعد ذلك من أن هذه السيّدة هي مريم العذراء فصلّوا الصلاة الخامسة :
"سلافي
ريجينا”” وبينما
كانوا يرتّلون اكتملت الجملة التالية:

ابني
ينتظركم

ظهرت
هاتين الكلمتين وتحتهما خطوط تبرزهما. ثم غنّى الحاضرون الصلاة السادسة بكلماتها
المفضّلة لدى أهل بونتمان وهي : "أم الأمل". حيث أن الناس يحبّون غناءها بصوت مرتفع
وواضح. وهنا جزء محبّب من هذه الصلاة : "أمّ الأمل، احمي بلدنا فرنسا، صلّي، صلّي
لأجلنا!" ثم أشرقت ابتسامة مريم المحبّة ورفعت يديها نحو كتفيها في إشارة الى
الصليب الأحمر الصغير الذي تضعه فوق موضع قلبها.

+++ظهورات العذراء حول العالم+++ لورد - فرنسا 1858++بونتمان - 1871 Image004

+++ظهورات العذراء حول العالم+++ لورد - فرنسا 1858++بونتمان - 1871 Image004

أمّا
الصلاة
السابعة فكانت "يسوعي الحبيب" وفيها دعوة الى مغفرة الخطايا التي
وجِّهة
لكلّ
الناس ذوي القلوب المنسحقة وظهر على وجه العذراء المقدّسة تعبير
الألم
والمعاناة
وشُكّل صليب حملته بيديها. وكان الصليب والمسيح حمراوا اللّون. وظهر
على
الصليب
دعامة أفقية صغيرة كُتب عليها "يسوع المسيح" بحروف من دم، وقد شعّ
حزن
السيدة
العميق على كلّ الحشد. ثم انفكّت نجمةً من السماء وأطفأت الشموع
الأربعة
التي
أحاطت بالسيدة إلا أنها لم تحوّل نظرها عن الصليب وما أن طلب كاهن
أبرشيّة
بونتمان
من الحشد صلاة "نجمة السلام المريميّ" حتى تلاشى الصليب وعادت السيدة
الى
وضعها
الطبيعيّ. ظهر بعد ذلك صليبين صغيرين على كتفيها وطاف ببطء حجابٌ كبير
ليغطّي
الظهور
بأكمله فتلاشت العذراء بعده تماماً.

بدأ
بعد ذلك انسحاب الألمان وفي العشرين من يناير استسلم الجنرال فان شميدت أخيراً، وفي
28 من يناير وُقّعت اتفاقيّة سلام أي بعد الظهور الذي حدث بإحدى عشر يوماً. وقد
أظهرت لنا الرسالة الموجّهة الى بونتمان وبوضوح مدى تأثير الصلوات حتى وإن كانت
صادرة عن جماعة الأبرشيّة الصغيرة.

نحن
نذكر رسالة سيّدتنا العذراء في بونتمان بشكل واضح. لذا بإمكاننا الآن التمعّن فيها
من خلال كلمات الترتيلة. "أم الأمل، احمنا…. صلّي لأجلنا : وخلال قول تلك الكلمات رفعت مريم يديها وهي تنظر
الى الصليب الأحمر الصغير على قلبها وذلك يظهر مدى قرب السيدة العذراء من ابنها
الموضوع على الصليب، وهي بذلك تكون أمّ الخلاص من الخطيئة وستقدّم الصلوات من
أجلنا.

+++ظهورات العذراء حول العالم+++ لورد - فرنسا 1858++بونتمان - 1871 Image005

وخلال
صلاة "بارس دومان" التمست مريم منّا التقدِمة ليسوع المسيح مخلّصنا والرب أبانا
وذلك عن طريق إقامة القدّاس كشكر للرب أبانا وابنه يسوع المسيح إلهنا. كما يشير
الصليب الأحمر مع الجسد الأحمر والحروف الدمويّة والشموع المضاءة على جانبيّ
العذراء ولمرة أخرى الى القدّاس. وختاماً، خلال تلاوة الصلاة "نجمة السلام
المريميّ" رأيناها كما ظهرت في ميدالية المعجزة وهي تنبض بالمحبّة والصليبين
الصغيرين الأبيضين اللذين يبرزان من كتفيها يدلاّن على النصر الذي سيتمّ بتدخّل من
الله. وفي بونتمان أظهرت لنا العذراء أنّ باستطاعتها إيقاف تدخّل ابنها إن أصغينا
إليها واتّبعنا رسائلها.

أصبح جوزيف
بارباديت كاهناً، وعضواً في جماعة خُدّام كنيسة مريم الطاهرة، بينما أصبح أخوه
أوجين كاهناً عالَميّ. وقد ساعدته إحدى الفتيات التي رأت مريم العذراء كمدبّرةً
لمنزله. أما جانّي ماري لوبوس فصارت راهبة وبُنيت كاتدرائيّة كبيرة في
بونتمان.

"ووفق
على هذا الظهور الذي حدث في بونتمان بأكمله من قبل المحكمة البابويّة في فبراير من
عام 1875"

بعد
خمس سنوات من هذا الظهور، وفي عام 1876، ظهرت العذراء المقدّسة مرة
أخرى

ولكن
هذه المرة في بيليفوازين

+++ظهورات العذراء حول العالم+++ لورد - فرنسا 1858++بونتمان - 1871 288273