قلق في الداخلية من تغيير قياداتها بعد حادث قطار سمالوط .. أقاويل تردد أن من فلت من العقاب بعد مذبحة كنيسة الإسكندرية لن يفلت من حادث مندوب المنيا

قلق في الداخلية من تغيير قياداتها بعد حادث قطار سمالوط

الصفحة رقم 9
- القاتل أراد معاكسة فتاة لا يعلم ديانتها.. ولما رفضت حاول مجالستها فتشاجر مع أشقائها - المفاجأة أن المتهم معين خدمة علي كنيسة سمالوط

- شهود عيان : المشاجرة تمت في عشر دقائق ولم يعلم القاتل أو الضحايا ديانة الآخرين - مصدر أمني: المندوب مريض نفسي والحادث ليس طائفياً!
في لحظة انتقل الخبر إلي كل المواقع، في ثانية كانت الهواتف المحمولة تحمل كلمات الكراهية والغضب، في أقل من دقيقة كانت التعليمات تنتقل من لسان إلي آذان، فتحولت شوارع بعض المحافظات والمدن المصرية إلي ساحات تراشق بالحجارة تجاه قوات الأمن وأقسام البوليس، مقابل قنابل مسيلة لدموع تجاه المتظاهرين.
لماذا كل هذا؟
لأن مندوب شرطة أو أمين شرطة مختل نفسيا يملؤه الغرور، تخيل أن زيه الشرطي يجعله فوق الناس، يجعله في مرتبة الآلهة، يجعله يأمر والجميع يطاع، يجعله يطلب والجميع يلبي مطلبه.

هذا المريض النفسي المختل أصر علي معاكسة شابة "ماريان"، لا يعلم اسمها ولا ديانتها، ولا يعلم ما أصلها ولا فصلها، فقد كان كل ما يراه هو جمالها فقط، وامام جمالها خرج غروره وأصدر الأمر، فرفضت، أصر علي مجالستها، فوقف أمامه والدها واشقاؤها الذين كانوا يسافرون معها في رحلة كنسية اعتاد رواد الكنيسة أن يفعلوها كل عام.
كيف يجرؤ أحد علي رفض أوامر الباشا، من يرفض عليه أن يدفع الثمن.
أطلق مندوب الشرطة عامر عاشور عبد الظاهر 35 سنة الذي يعمل بمركز شرطة بني مزار النيران عشوائيا داخل القطار رقم 979 المتجه من القاهرة إلي أسيوط.
شهود العيان الذين عاشوا لحظات القلق في القطار اكدوا أن المناقشة لم تستمر اكثر من عشر دقائق بين الضحايا، وبين القاتل السفيه، الذي حاول الادعاء بأن قدمه تؤلمه ليجلس بجوار الفتاة الجميلة، فحدث الجدل الذي انتهي بإطلاق النار في اتجاه أسرة قبطية مكونة من سبعة أفراد، فأصيبت ماريان وشقيقتها ماجي وآخرون هم إميليا رضا، صباح سليمان، ايهاب اشرف خطيب ماجي شقيقة ماريان واللذين كان من المقرر أن يتم زفافهما الخميس المقبل، وسقط صريعا فتحي سعيد 80 سنة متأثرا بجراحه.
كان من الممكن أن يمر الحادث بنفس ظروف أي حادث مشابه، لكن لأن ديانة المصابين والقتيل الواحدة أشعلت نار الغضب من جديد، وفتحت مارد التمرد والخروج علي القانون وبات الأمر متاحا لشباب طائش ما عاد يخشي كبيرا ولا يوقر شيخا، ولا يحترم قسيسا، لتتكرر مظاهرات الغضب مرة أخري، لكن هذه المرة لنا فيها وقفة.
كنا نعتقد أن المظاهرات التي خرجت عقب الجريمة المروعة في كنيسة القديسين بالاسكندرية كان لها مبرر، ونحن خلقنا لها ألف مبرر ومبرر، وبعد فترة وبعد أيام بدأت مطالب الأقباط تخرج وتعلو، مرة استغلالا للشعور العام بالتعاطف مع الضحايا الاقباط في جريمة الإسكندرية، ومرة استدعاء لمشاكل قديمة والمطالبة بحلها الآن في عز الأزمة، وقبل أن تصل أيدي رجال المباحث والنيابة إلي الفاعلين الارهابيين مرتكبي المذبحة.
لكن هذه المرة الأمر مختلف، هذه المرة المسألة باتت "ماسخة"، هذه المرة لا يجد القلب الموجوع بكارثة الاسكندرية أي مبرر لكي يقبل الخروج "المنظم" السريع للغاية في أكثر من منطقة وبأعداد كبيرة سيقت للخروج كالقطيع لمجرد الطرق علي حديد أمن واستقرار البلد وهو ساخن.
مئات من شباب الأقباط تجمعوا أمام مطرانية سمالوط حتي بعد أن علموا أن قوات الامن ألقت القبض علي مندوب الشرطة، وبعد أن علموا أن النيابة تحقق معه داخل سراي نيابة سمالوط، وبعد أن علموا أن فريقاً من النيابة إلي موقع الحادث بعد أقل من دقائق من الحادث لمعاينة مكان الجريمة وأخذ أقوال الشهود والمصابين في مستشفي الراعي الصالح بسمالوط.
هذه المستشفي الذي يتبع الكنيسة لم يسلم من كراهية المتظاهرين ولا من غضب شباب الأقباط، فدمروا بأيديهم مستشفي كان يعالج بناتهم وأطفالهم ونساءهم وشيوخهم، وأخذت الحجارة المتطايرة من كل صوب بتكسير نوافذ المستشفي، فروعوا الآمنين، والمصابين والمرضي والجرحي.
الأمر الذي دفع وزير الصحة إلي إرسال طائرة فريق طبي لنقل المصابين من المستشفي المحطم إلي مستشفيات القاهرة لاـستكمال علاجهم خاصة حالتين وصفت حالتهما بأنهما حرجة.
لكن كل هذه الإجراءات التي اتخذتها النيابة لم تشفع، كل هذه الإجراءات لم تكن كافية من وجهة نظر هؤلاء الشباب الغاضب، فالقوا الحجارة علي قسم الشرطة في سمالوط، التي تعاملت معهم بإطلاق قنابل مسيلة للدموع لتفريقهم، وفي نفس الوقت خرج شباب غاضبون امام مطرانية اسيوط متجهين إلي قسم شرطة اسيوط ومديرية الأمن وحاولوا إلقاء الحجارة عليهم فتم التعامل معهم بنفس الطريق..الغريب أن الامر نفسه وفي التوقيت نفسه حدث امام كاتدرائية العباسية بالقاهرة، لكن هذه المرة لم يتم اطلاق القنابل المسيلة للدموع، ولا تفريق المتظاهرين بالقوة، لكن ترك المتظاهرين يهتفون كما يشاءون، في ظل حماية أمنية أحاطت بهم ولم تستفزهم، وحتي كتابة هذه السطور لم يتطور الأمر لاشتباكات.
نحن نعلم أن أقباط مصر هم أكثر الناس وطنية، ولا أحد يشكك ولو للحظة في إخلاصهم وولائهم للبلد، خاصة رأس الكنيسة وقياداتها، لكن الاكتفاء بالفرجة علي بعض الشباب الطائش لم يعد مقبولا، ولم يعد العقل يقتنع بأن الخروج المنظم في أكثر من محافظة وفي أكثر من مدينة وفي نفس الوقت هي مسألة تمت بالمصادفة، لأن المصادفة قد تكون مقبولة بعد جريمة الاسكندرية لكن مصادفة بعد حادث سمالوط هي مسألة لا تخضع للتصديق.
وبالمقابل لا أحد يشكك في وطنية رجال الشرطة، ولا ولائهم لهذا البلد، لكن السكوت علي تصرفات أمناء الشرطة والمندوبين الحمقي لم يعد مقبولا أيضا، ولا يمكن السكوت عليه، وهذه المرة لابد من أن يتحمل المخطئ عقابه، لا نقصد هنا القاتل فقط، بل رئيسه، ومن عينه ومن سمح لهذا المختل النفسي أن يحمل زي الشرطة ويحمل مسدسه الميري وهو بهذه العقلية المريضة، خاصة انه كان معيناً خدمة علي إحدي كنائس بني مزار، وهي في حد ذاتها كارثة بكل ما تحمل الكلمة من معني..فكيف يكون هذا هو حال حامي الأمن وضابط القانون، واليقظ علي راحة المواطنين، والعين الساهرة علي أمن الكنيسة، هل لهذه الدرحة وصل الاستخفاف برؤسائه؟ هل إلي هذه الدرجة بلغ حال الأمن في الصعيد؟ كيف يظل مدير أمن المنيا في منصبه؟ بل كيف ظل حتي الآن مدير أمن الاسكندرية في مكانه؟.
ومثلما نطالب قيادات الكنيسة بأن تأخذ موقفاً واضحاً ومتشددا مع الطائشين من رعاياها، كذلك نطلب من القيادات الأمنية أن تأخذ موقفا أشد من هؤلاء المتهورين والمهزوزين نفسيا الذين يرتدون زي الشرطة.. كان منطقيا أن يتنبأ الراحل الكبير يوسف شاهين بتصرفات وتهورات واستفزازات بعض امناء الشرطة، فهي تحدث كل يوم، وكل ساعة، وعلي عينك يا تاجر في الشوارع والقري والمدن والأحياء، ومع ذلك صرح لنا مصدر أمني بالمنيا أن الحادث ليس طائفيا، وأن مدوب الشرطة يعاني من مرضاً نفسياً، ولو كان القصد طائفياً لكان اطلق النار في مكان خدمته.
الآن فقط شعرت قيادات الداخلية بالقلق، الآن فقط شعرت بالتوتر الشديد، الآن فقط هم يتناقلون فيما بينهم الشائعات والأقاويل خاصة تلك التي تقول إن التغيير في الداخلية بات قريباً جدا، وإن من فلت من العقاب في مذبحة الإسكندرية قد لا يجد أي مفر من حادث سمالوط.
بقلم:
أميرة ملش
خالد العسقلاني - محمد نادي

» «الداخلية»: مطلق النار على ركاب قطار سمالوط «مندوب شرطة»
» العادلى لمنفذى تفجيرات الإسكندرية لن يفلت اثم من العقاب
» أسقف المنيا: حادث القطار أخطر من مذبحة الإسكندرية ويدعو للدهشة
» بالصور..اليوم السابع يلتقى أسرة مندوب الشرطة المتهم فى حادث قطار سمالوط.. زوجته : عامر مصاب باضطراب نفسى منذ 5 سنوات وكان بيضربنى ويعذب ابنه..
» مفاجآت جديدة في حادث سمالوط .. الاهرام المسائى تسطر قصة مختلفة تماماًَ عن احداث قطار سمالوط .. القصة تتناقض مع اقوال الضحايا