النعمه بالعهد القديم اولا (النعمه فى حياة نوح)

dd

النعمة في حياة نوح

" اما نوح فوجد نعمة في عيني الرب " ( تك 6 : 7 )
عند تعريفنا للنعمة نجدها تعني الهبة المجانية المقدمة من الله الي الانسان المسكين الخاطئ الذي لايستحق وهذه هي خطة الله من البداية فنري انه عالج قضية ادم وحواء في الجنة بالنعمة دون اي مجهود مقدم من أدم او امراته حواء بعد فشلهم في في ستر عورتهم باستخدام ورق التين الذي هو صورة الاعمال التي نقوم بها فبدون اي تكلفة منهم قام الرب بذبح حيوان برئ وستر ادم وحواء بعد ان صنع هو بنفسه لهم اقمصة من جلد وسترهم من عريهم المخجل .
ثم نري بعد ذلك سلوك ابناء ادم قايين وهابيل وفيهما نري طريقين لابد لنا من سلوك احدهما واعني طريق الأعمال أي المجهودات البشرية التي نراها في قايين وطريق الايمان بنعمة الله والتي نراها في هابيل ففي الظاهر نري الاخين متشابهين في كونهم ابناء ادم وتمتعوا بامتيازات مماثلة وعاشوا في ظروف متشابهة لكن يظهر لنا الاختلاف في الطريق الذي سلكه كلاٌ منهما فسلك قايين في الطريق الاول الذي هو طريق الاعمال فقدم من ثمار الارض وسلك هابيل في الطريق الثاني الذي هو طريق الايمان بنعمة الله المجانية فقدم من خيار الغنم اي قدم ذبائح حيوانية التي نري فيها صورة لذبيحة الرب يسوع المسيح وكان رد فعل الله انه قبل تقدمة هابيل لانها مؤسسة علي نعمة الله المجانية دون تدخل منه ولم يلتفت الي تقدمة قايين .
وهنا نجد في هذا العدد الذي تصدر هذا الموضوع أول ذكر لكلمة النعمة في الكتاب المقدس وبالقاء الضوء علي الخلفية التاريخية لهذا العدد نجدها خلفية مظلمة حيث كل انسان فعل ما حسن في عينيه الامر الذي اغضب الله جدا لكن ياتي السؤال الهام . هل هناك نعمة من الله وسط هذا الغضب ؟ الاجابة نعم فعلي الرغم من تزايد شر الانسان وكان في قلب الله ان يهلك كل بشر بل كل كائن حي لكن هناك الاسرة التي حازت ووجدت نعمة في عيني الرب لا تسالني لماذا قدم الله النعمة لنوح ؟ هل لاستحقاقه لها ؟ وهنا اجيب واقول لو كان نوح مستحق للنعمة لم تكن بعد نعمة أن النعمة هي التي جعلت نوح يطيع الله فالانسان بطبيعته لا يطيع أما بعد عمل نعمة الله في الانسان تكسبه طبيعة جديدة تطيع وتحب الله وهذا ما حدث مع نوح عندما قال له الله اصنع لنفسك فلكاٌ أطاع من القلب ووثق في الله حتي لو كان هذا الامر مستحيل للعين البشرية أطاع نوح الله رغم خبرته القليلة بالمقارنة بخبرتنا نحن الان فاعتقد لو قال الله لي او لك الان اصنع فلك لاني سامطر طوفان لدي خبرة سابقة تجعلني اصدق لان الله فعل هذا سابقاٌ فقد سبق ان امطر طوفان في ايام نوح ( تك 7 : 6 ) وامطر نار وكبريت في ايام لوط ( تك 19 : 24 )وامطر حجارة من البرد في ايام يشوع ( يش 10 : 11 ) لكن لم يحدث قبل نوح ان الله أمطر طوفان لكن نوح بالنعمة والايمان اطاع ووثق وصدق كلام الله وبني الفلك الذي كان برهان ودليل قاطع علي نعمة الله المقدمة له فخلص من الغضب هو وبيته .
والان يشير الله الي كل واحد منا فلم يقول ابني فلك بل يقول الفلك معد فالمسيح هو الان فلك نجاتنا فهل تدخل فيه وتنجو من الغضب والهلاك ؟ لانه مكتوب " لان غضب الله معلن من السماء علي جميع فجور الناس واثمهم " ( رو 1 : 18 ) بدخولك الي الرب يسوع الفلك الحقيقي تختبر " اذاٌ ان كان احد في المسيح فهو خليقة جديدة الاشياء العتيقة قد مضت وهوذا الكل قد صار جديداٌ " ( 2 كو 5 : 17 ) وتختبر نعمة الله المقدمة لك وينطبق عليك القول اما فلان فوجد نعمة في عيني الرب .

فتعال الان قبل فوات الاوان .

ثانيا
النعمة في حياة ابراهيم

" وقال ياسيد ان كنت قد وجدت نعمة في عينيك فلا تتجاوز عبدك "
( تك 18 : 3)
قد ظهرت النعمة في حياة ابراهيم من بداية حياته فقد دعاه من ارضه ومن عشيرته لكي يعطي له ارض كنعان صحيح انه بالايمان اطاع لكن من ناحية اخري دعوة الله له كانت من قبيل النعمة وبعد ذلك عند نزول ابرام الذي صار فيما بعد ابراهيم الي مصر وتوبيخ الرب لفرعون من اجله ومن اجل امراته ثم كلام الرب له بعد اعتزال لوط عنه " لاتخف يا ابرام انا ترس لك آجرك كثير جداٌ " ( تك 15 : 1 ) كل هذه الامور السابقة اعلنت نعمة الله بدون اي مقابل من ناحية ابرام صحيح انه كان رجل الايمان والطاعة غير المشروطة ولكن هبات الله ومواعيده كانت اكبر جداٌ من ايمان ابراهيم وياتي الوعد العظيم في ( تك 17 : 6 ) عندما قال له الرب " لا يدعي اسمك فيما بعد ابرام بل ابراهيم اي اباٌ لجمهور من الامم " واقامة الله عهده مع ابراهيم دون كل البشر الموجودين كل هذا يظهر نعمة الله المقدمة الي ابراهيم الي ان ياتي ( تك 18 ) وموضوع تاملنا ونجد ابراهيم الذي اختبر النعمة وفهم معناها يقول ببصيرة روحية ليس للملاكين بل الرب " ان كنت قد وجدت نعمة في عينيك فلا تتجاوز عبدك " هنا نري تشبس ابراهيم ليس بالوعد او حتي البركات ولكن حرصه الشديد علي علي الشركة بينه وبين الله فيطلب بفطنة شديدة اليه بواساطة النعمة وكان الجواب " هكذا تفعل كما تكلمت " ( تك 18 : 5 ) واتكا الرجال واكلوا مع ابراهيم وهو يتفرس ويتامل فيهما وان كان ابراهيم قد اكرم الرب فليس بكثير علي الله ان يكرمه بالموعد ان سارة امراتك ستلد ابناٌ وتدعو اسمه اسحق نعم ان النعمة التي تجعل الله يعطى لنا كل البركات بل وتجعل لنا شركة مع الله وهذا ما فعله إبراهيم بعد ذلك عندما إبتدأ يتشفع فى سدوم من أجل لوط وهو يكلم الله كما يكلم الصديق صديقه. بل كان الله يتلذذ بحديثه. نعم النعمة قربت الله منا جدا وصار الله لنا ويسمع لنا ويجيبنا بل يموت لأجلنا على عود الصليب. وبعد القيامة يجلس على يمين عرش الله فى السموات لأجلنا كالشفيع وكرئيس الكهنة والراعى.
ليتك تختبر النعمة فتفوز بمحبة ومعية الله لك.

آمين

ثالثا

النعمة في حياة لوط

"فقال لهما لوط لا ياسيد . هوذا عبدك قد وجد نعمة في عينيك وعظمت لطفك الذي صنعتالي باستبقاء نفسي وانا لا اقدر ان اهرب الي الجبل لعل الشر يدركني فاموت " ( تك 19 : 18 و 19 )
نري في هذا الفصل صورة اخري من صور النعمة فبعد اختيار لوط لنفسه مدن الدائرة التي راها كجنة الرب كارض مصر وكان هذا الشعب فاسد وقد اختلط لوط بالاشرار وهذا واضح من حديثه لهم قائلا ياخوتي وبالرغم من تدني المستوي الروحي للوط وزواجه لبناته من الاشرار رغم كل ذلك تظهر نعمة الله في وسط ظلام الحياة وحياة اللامبالاه التي ظهرت في هذه المحطة من حياة لوط . فبعد زيارة الرب لابراهيم في ( تك 18 ) هو واثنين من الملائكة ارسل الرب الملاكين خصيصاً الي لوط لينتشلاه من الغضب نعم ياحبائي فقد انصب غضب الله مرة في الطوفان ولكن وجد نوح نعمة الله مقدمة له في صورة الفلك وقد سبق تاملنا في هذا الموضوع لكن السؤال هنا هل يجد لوط ما ينقذه من غضب الله المزمع ان ينزله علي سدوم وعمورة ؟ الاجابة نعم فالله لا يعدم طريقة بل ان طرق تعبيره عن نعمته لا تحصي وسنوضح هذا فيما بعد فقد تشفع ابراهيم في سدوم لكي لا ينزل الله النار والكبريت لاجل ابن اخيه لوط ولم تنفع هذه الشفاعة لكن الله لا يعدم طريقة فبعد ارسال الملاكان الي سدوم القصة الواردة في ( تك 19 ) أخذا لوط وامراته وابنتيه وخرج بهما عند طلوع الفجر وكان الملاكان يعجلان لوط . وياللنعمة فقد انتظر الملاكان ولم ينزلا الغضب علي سدوم وعمورة وكل مدن الدائرة قبل خروج لوط واسرته من سدوم . وكان بعد ذلك ان لوط تحدث مع الملاكين بالكلمات المذكورة في راس موضوع تاملنا فقد خاف لوط من السكني في الجبل فتحدث بسجارة وايمان مؤسس علي النعمة بعد إدراكه التام بان انقاذه من النار والكبريت المنصب صرفاً علي سدوم هو فقط من نعمة الله المطلقة المقدمة له ومعرفته التامة ايضا بعدم استحقاقه علي الاطلاق بل ربما راي نفسه مستحق ومستوجب النار والكبريت مثلهم بسبب مخالطته لهم وتشابه حياته بحياتهم وعدم انفصاله عنهم . لكن هذه هي نعمة الله التي لم تتركه رغم اختياره لنفسه سدوم وعمورة وكل مدن الدائرة بعد ان رآها كجنة الرب كارض مصر . ونري قمة تعامل النعمة مع لوط عندما رفع الملاكان وجهه وسمح له بان يحتمي في مدينة صوغر . نعم لقد احتمي لوط في مدينة صوغر والتي تعني صغيرة او محتقرة . الا يذكرنا هذا بقول اشعياء النبي عن الرب يسوع " محتقر ومخذول من الناس " ( اش53 : 3)
نعم ياحبائي انه هو صوغرنا .
صديقي اننا في ايام تشبه ايام لوط فكثرة الشر من حولنا يغضب الله لكن يوجد لنا ملجا في ما رمزت اليه صوغر قديماً اي المسيح . فهل احتميت فيه الان ؟ اسمعه يقول " تعالوا الي يا جميع المتعبين وثقيلي الاحمال وانا اريحكم "( مت 11: 28)
فهل اقبلت اليه ؟ ليتك تقبل اليه الان وتحتمي من الغضب .
امــــــــــــــــــــــــــــــــــــــين

رابعا
النعمة في حياة يوسف

"فوجد يوسف نعمة في عينيه وخدمه فوكله علي بيته ودفع الي يده كل ماكان له" ( تك 39 : 4) " وجعل نعمة له في عيني رئيس بيت السجن " ( تك 39 : 21 )
حقيقي نحن الان امام اله عجيب بل امام اله كل نعمة وتتمثل نعمة الله في حياة شاب عبراني عمره وقتئذاً سبعة عشرة سنة جسدت فيه نعمة الله ففي البداية حاز بمحبة ابيه له اكثر من جميع إخوته الباقين ومن هنا بدات خطة نعمة الله له " فبيع يوسف عبداً وآذوا بالقيد رجليه وفي الحديد دخلت نفسه الي وقت مجئ كلمته قول الرب امتحنه . ارسل الملك فحله . ارسل سلطان الشعب فاطلقه أقامه سيداً علي بيته ومسلطاً علي كل ملكه " ( مز 105 : 17 – 21 ) ولكي يتضح الينا نعمة الله اركز تأ ملي في المحطات التالية .
1. يوسف في بيت يعقوب :-
حاز يوسف في بيت ابيه بمحبته الفائقة فكان الابن المدلل وقد عبر ابيه عن حبه له بصنعه له القميص الملون الذي كان يرتديه ابناء الملوك قديماً أنظر ( 2 صم 13 : 18 ) وفي هذه المحطة اعطي الله ليوسف احلاماً عظيمة صحيح انها لم تدرك وقتها من ابيه ولم تقدر من اخوته بل من ناحية اخري كانت سبباً في حسد وبغضة إخوته له لكنها كانت تعلن عن محبة الله له و خطة الله من نحوه في المستقبل .
و علي الرغم من انتهاء هذه المحطة ليس بالمجد بل ببيع إخوته له لكن فيها اعلانات عظيمة عن خطة الله المستقبلية ليس ليوسف فحسب بل لكل بيت يعقوب
2. يوسف في بيت فوطيفار :-
للنظرة السطحية لا نري في هذه المحطة اي صورة من صور النعمة آي نعمة في فترة بدات به مباع من إخوته في ارض غريبة وتنتهي بدخوله السجن . لكن عند نظرنا للامور بعمق نري الله لم يمنع انعامه له بل أقول ان نعمة الله كانت تعمل من وراء الستار . فاولاً قدر يوسف من رجل عظيم ( فوطيفار ) كان يمثل وزير الداخلية في وقتنا الحاضر . ثانياً وجد يوسف نعمة في عيني فوطيفار فوكله علي جميع بيته علي الرغم من انه شاب غريب وفي نظره مجرد عبد . ثالثاً توج يوسف في هذه المحطة بمعية الرب له و بالنجاح فقد قيل عنه " كان الرب مع يوسف فكان رجلاً ناجحاً " ( تك 39 : 2 ) واختبر ماقاله المرنم " معه انا في الضيق انقذه وامجده " ( مز 91 : 15 ) . رابعاً كان الله يعده خطوة بخطوة علي الرغم من انها محطة عصيبة في حياته لكنه بنعمة الله انتصر علي الخطية البشعة التي قدمت له بطريقة مغرية وقال عبارته الشهيرة " فكيف اصنع هذا الشر العظيم واخطئ الي الله " ( تك 39 : 9 ) وكان مثالا رائعاً في العفة والطهارة .
3. يوسف في بيت السجن :-
ربما تسألني أين نعمة الله في دخول يوسف السجن رغم رفضه للخطية والشر ورغم انه لم يفعل خطا في حق سيده فوطيفار ؟ بل ربما تقول اين الله في هذه المحطة في حياته ؟ الاجابة عن هذه الاسئلة فان نعمة الله في دخول يوسف السجن فكيف كان سيصل يوسف الي كل المجد الذي سنتكلم عنه لاحقاً الا عن طريق السجن . اما عن معية الله له فان الله لم يتركه علي الاطلاق فكان معه في السجن واوجد له نعمة في عيني رئيس السجن فوكله علي كل السجناء وهذا ماختبره يوسف وكل رجال الايمان علي مر العصور فمثلاً قد اختبر الرجال الثلاثة في اتون النار وكيف جاءهم الرب في وسط الاتون وكيف حوله لهم الي جنة وايضا ماختبره دانيال في جب الاسود ويعوزنا الوقت ان تكلمنا عن كل الابطال . وقد اعطاه الرب بالنعمة فطنة روحية في تفسير الاحلام التي حلم بها رئيسا السقاة والخبازين الذين لفرعون .
4. يوسف علي بيت فرعون :-
هنا نري تفاضل نعمة الله له وخطة الله المحكمة جداً باختياره لنفس السجن الذي سجنا فيه رئيسا السقاة والخبازين وعلي الرغم من نسيان رئيس السقاة ليوسف لمدة سنتين . لكن تصل نعمة الله لامجادها في حياة يوسف فيخرج من السجن ليس الاخ الذي بيع ولا العبد في بيت فوطييفار ولا السجين الذي في نظر الناس مذنب بل كصفنات فعنيح الذي يعني مخلص العالم الذي ينقذ ابيه واخوته من الجوع . يخرج ليكون ليس وزيراً فحسب بل المتسلط علي كل ارض مصر ان هذه لا يمكن ان تكون الا من صنع اله كل نعمة فكل ما وصلت اليه بغضة اخوته له ان يباع عبداً ولكن من ناحية اخري هذه هي نعمة الله فقد قال يوسف لاخوته "انتم قصدتم لي شراً اما الرب فقصد به خير " (تك 50 : 20 ) واخيرا اختبر ما قاله الرسول بولس " ونحن نعلم ان كل الاشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله الذين هم مدعوين حسب قصده " ( رو 8 : 28 )

صديقي انها نعمة الله التي ربما تسمح ان نجتاز في الضيق لكن تخرجنا الي المجد فليتك تختبر نعمة الله في حياتك في الافراح والاطراح في الضيق والفرج في النجاح والفشل في القوة والضعف في الغني والفقر وفي كل الظروف .
امـــــــــــــــــــــــــــين

» يا بختكم كنتوا رايحين الدير دلوقتى رحتوا السماء أذكرونى امام عرش النعمه عرايس السماء
» ايات مصورة من العهد القديم
» ألقاب الرب يسوع في العهد القديم
» عصور العهد القديم في الكتاب المقدس
» ++ يلا حمل بسرعه العهد القديم ملفات word ++