انباء موسكو : شبح الفتنة الطائفية يعود إلى مصر

انباء موسكو : شبح الفتنة الطائفية يعود إلى مصر

القاهرة ـ أشرف كمال

من جديد يعود شبح الفتنة الطائفية إلى صدارة المشهد السياسي والاجتماعي في
مصر، حيث ألقت أحداث العامرية في الإسكندرية وأحداث كنيسة "ميت بشار" في
الشرقية بظلالها على الحراك في هذا البلد العربي الكبير، والذي ما تكاد
تُخمَد نار الوقيعة والفتنة بين مسلميه وأقباطه، حتى تشتعل من جديد، وسط
غياب الحلول الجذرية لهذه الظاهرة التي تهدد استقرار المصريين من وقت لآخر،
خاصة في ظل استمرار تأزم الوضع السياسي في البلاد.

وأحداث منطقة العامرية في محافظة الإسكندرية، والتي أسفرت عن قرار المجلس العرفي بتهجير عدد من الأسر المسيحية من محل إقامتهم، أثار غضب أقباط مصر، الذين وجدوا في القرار طابعا طائفيا، وخروجا عن القانون.

حيث أشار بيان المجلس الملي إلى أن مبدأ الترحيل القسري لمواطن وتهجيره إلى خارج محل إقامته مع عائلته بسبب هويته الدينية دون ذنب أو جريرة يُعد اعتداءً صارخًا على الحقوق الشخصية المُصانة بالدستور ويشكل، وبصورة صارخة، سابقة خطيرة قابلة للتكرار في مناطق أخرى إذا اختلف طرفان في مشكلة ما.

وقد أكد المستشار فؤاد جرجس، وكيل المجلس الملي في مصر، أنه لا يدافع عن المتهم في أحداث قرية العامرية بالإسكندرية، لكنه شدد على ضرورة قيام القانون بمعاقبته، ولا نترك الأمر لأشخاص، موضحا أن الجلسة العرفية التي قررت تهجير أسر مسيحية بعد الحادثة "تجاوزت حدها"، لأن من شارك في تلك الجلسة أعطوا لأنفسهم الصفة القضائية.

ووصف جرجس في تصريحات نشرته "بوابة الشروق" المصرية، أن ما حدث "طائفي بلا جدال، وتساءل "هل من المتخيل أن ينشأ شخص في مكان ويتربى فيه ثم يُجبر على تركه بدون أي ذنب وبلا احترام لقواعد الدستور والقانون؟".

في حين وجد أعضاء المجلس العرفي الذي أصدر قراره، وعدد من قيادات التيار السلفي في مصر، أن مبدأ التهجير الذي أقره المجلس لا يتعدى "الحكم العرفي" وليس له أي بُعد طائفي، وأنه درء لمفسدة متوقعة لتفاقم الخلافات بين المسلمين والأقباط ومزيد التوتر والعواقب التي لا يمكن تداركها

وكانت جمعية المبادرة المصرية للحقوق الشخصية قد أشارت إلى أن قرار طرد هذه العائلات جاء بعد اجتماع عقده وجهاء قرية شربات التابعة لمنطقة العامرية في محافظة الإسكندرية مع الشرطة، وذلك على خلفية هجوم مئات من أبناء القرية المسلمين منزل المسيحي مراد سامي جرجس وممتلكات تعود إلى عائلته بعد شائعات عن علاقة بينه وبين امرأة مسلمة في القرية.

وفي سياق متصل، مازالت قرية "ميت بشار" في محافظة الشرقية، تعيش حالة من عدم الاستقرار والخوف الذي يخيم على أقباط القرية بعد الهجوم الجماعي الذي استهدف كنيسة العذراء.

فيما نجح حكماء القرية في إطفاء نيران الغضب بشكل مؤقت، تجددت بعده أعمال العنف والهجوم على الكنيسة ومنازل الأقباط، وطلب الأقباط داخل الكنيسة بسرعة نجدتهم بعد هدم جزء من سور الكنيسة ومحاولة دخولها من قبل المتشددين في الوقت الذي يحاول بعض عقلاء المسلمين وأئمة الأوقاف التصدي لهم وحماية الأقباط .

وتعود أحداث قرية ميت بشار إلى قيام قبطي، أشهر إسلامه في وقت سابق، باتهام الكنيسة بخطف ابنته القاصر المسيحية عندما هربت منه بعد محاولة إجبارها الزواج من شخص لا ترغبه وأدى إلى قيام الآلاف من أهالي القرية بمحاولة اقتحام كنيسة القرية ومنزله إلا أن جيرانه المسلمين تصدوا لهم وحموا أسرته من الاعتداء عليه فضلا عن تدخل قوات الشرطة والجيش.

في غضون ذلك، جاءت ردود أفعال شرائح مختلفة من المجتمع المصري رافضة لما وصفوه بـ "الاحتكام إلى العرف القبلي فيما يتعلق بأمور قد تُثير فتنة طائفية، وذلك تعقيباً على أحداث منطقة العامرية، واعتبروا أن إصدار أحكام عرفية ذات الطابع الديني وبحجة وأد الفتنة لن تساعد في وقف تجدد مثل هذه الأحداث.

وقد أصدر كتاب وشعراء وسينمائيون وصحافيون مصريون بياناً باسم مثقفي مصر يدين ما وصفه البيان بـ"الحلول العشائرية ذات الطابع الديني".

وشدد المثقفون الموقعون على البيان على "أن ثورة يناير التي شارك فيها الشعب المصري، إنما سعت إلى ترسيخ مبدأ المواطنة وإقرار دولة القانون المدنية الديمقراطية، حيث يتساوى فيها الجميع من دون تفريط في رعايتها الوجوبية لجميع مواطنيها بصرف النظر عن الدين أو الجنس".

وتجدر الإشارة إلى أن الأقباط يشكلون ما بين 6 إلى 10 بالمائة من 82 مليون مصري، وهم يرون أنهم يتعرضون للتمييز ويشكلون هدفاً لهجمات دامية في السنوات الأخيرة، كما زادت حالة القلق في الأوساط القبطية بعد اكتساح تيار الإسلام السياسي للساحة السياسية ومراكز صنع القرار في مصر، في ظل استمرار حدة الخطاب الديني لبعض قيادات هذا التيار

» نظر قضيتى الفتنة الطائفية بالخصوص.. غدًا
» الجيش عالفيسبوك احذروا الفتنة الطائفية
» بوابة الوفد الالكترونية .. فئران السفينة يبثون الفتنة الطائفية
» هااااااااااااااااااام جداااااااااااااااااااااااااااا صفحات الاخوان المجرمين بتحرض على الفتنة الطائفية
» 200 محام يتهمون جرائيل والزغبي بالتحريض على الفتنة الطائفية